اخبار

لقاءات تشاورية في السويداء لتحديد أولويات الخدمات المحلية.

**السويداء – الراصد**

نُظّمت يوم أمس الجمعة، في مختلف مناطق محافظة السويداء، سلسلة من اللقاءات التشاورية على مستوى القرى والبلدات والمدن، وذلك بمبادرة من منظمة **”SAS” (السويداء المستدامة – سوريانا)**. وتهدف هذه اللقاءات، التي تُعدّ الأولى من نوعها في المحافظة وسوريا عامة، إلى **تحديد أبرز الاحتياجات الخدمية ذات الأولوية** في المجتمعات المحلية، انطلاقاً من الواقع الميداني ومنهجية المشاركة المجتمعية.

مشروع رائد في العمل التطوعي المحلي

في تصريح خاص لـ **الراصد**، أوضح الدكتور **مجد الغطريف**، البروفيسور في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، والمتخصص في السياسات الدولية وتفعيل الخدمات الصحية كأداة للتنمية المجتمعية، أن المشروع يمثل **خطوة نوعية في تطوير العمل التطوعي المحلي** وتعويض انكماش القطاع العام خلال سنوات الحرب.

وأشار إلى أن المبادرة تركّز على خدمات أساسية مُهملة مثل **الاستشفاء المنزلي في الريف**، والتي غالباً لا تحظى باهتمام القطاع الخاص بسبب غياب الجدوى الربحية.

حوكمة محلية وتمكين مجتمعي

أكد الغطريف أن جوهر المبادرة يتمثل في **بناء قاعدة للعمل التطوعي على مستوى البلديات**، لتعزيز الحوكمة المحلية وتمكين الإدارات من تشغيل الخدمات وإدارتها، إضافة إلى تأمين دعم مالي من المصادر المحلية والمركزية.

كما شدد على أهمية اللقاءات التشاورية في **توسيع نطاق الخدمات** بما يتناسب مع الاحتياجات المجتمعية، واستكشاف العوائق التشريعية والأمنية، ووضع حلول واقعية قابلة للتطبيق.

تجربة ميدانية ناجحة في القرى والبلدات

في **قرية دوما**، قال مدير المدرسة ومنسق اللقاء المحلي **حسين حمزة** إن الجلسة كانت منظمة بطريقة منهجية، وشارك فيها 45 شخصاً من الفاعلين المحليين.

وتم خلالها تحديد الأولويات والموارد المتاحة، وتصنيف المعوقات، وطرح حلول مشتركة بين المجتمع المحلي والجهات الحكومية والتشريعية. وعبّر عن ارتياحه قائلاً:

“التجربة كانت مثمرة ومبشّرة بالخير، وأثبتت إمكانية تنظيم حوار مجتمعي فعّال”.

أما في **مدينة شهبا**، فقد اعتبر أحد المشاركين أن التجربة فتحت آفاقاً جديدة للتواصل بين الأهالي والمنظمات المدنية، قائلاً:

“لأول مرة نحدّد احتياجاتنا بأنفسنا دون أي إملاءات. ما جرى ليس مجرد كلام، بل خطة عملية سيتم تنفيذها”.

وفي **مدينة السويداء**، أعربت إحدى المشاركات عن شعورها بأن صوت المجتمع المدني بات مسموعاً أخيراً، مضيفة:

“الجلسات ركزت على خدمات غائبة، تهمّ الفئات الأكثر تضرراً، والحلول تبدأ من الاستماع إلينا لا من القرارات الجاهزة”.

بداية إصلاح محلي حقيقي

من جهته، وصف **مزيد نرش**، منسق اللقاء في مدينة صلخد، اللقاء بأنه تجاوز التوقعات، مشيداً بتنظيم المجموعات وآلية التصويت المباشر، والتي حولت الحوار إلى **عمل ملموس وهادف**.

وأشار إلى أن التحديات الأمنية والتشريعية لم تُهمل، بل تم طرحها بشكل مباشر من أجل الوصول إلى حلول قابلة للتنفيذ.

نموذج يُحتذى في العمل المدني

واعتبر أحد المهتمين بملف الحوكمة المحلية أن هذه المبادرة تمثل **نموذجاً رائداً** على عدة مستويات:

1. **دمج العمل التطوعي مع الإدارة المحلية** بطريقة تكاملية لا تنافسية مع القطاع العام.

2. **التركيز على الخدمات غير الربحية**، وهو ما يخدم العدالة الاجتماعية ويتماشى مع أهداف الجهات الداعمة.

3. **اعتماد منهجية التشاور التشاركي**، بما يُسهم في بناء حوكمة محلية مستدامة، وتمكين المجتمعات من إدارة مواردها وحل مشكلاتها.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى