كيف دفعت السلطة السويداء للاقتتال؟!
تحول اسم “راجي فلحوط” إلى كلمة السر التي استخدمت حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه. الشاب الذي أوهمه مشغلوه في شعبة المخابرات العسكرية بأنه سيحمي #السويداء كان في الحقيقة أداتهم لتخريبها، فبدأت الحكاية بتحويله إلى مجرم، يرتعد الناس عند سماع اسمه، وساقت السلطة في تعويمه، حتى أصبحت شعبة المخابرات العسكرية تساعده في إطلاق سراح موقوفين كي يصور مقاطع فيديو وهو يستقبل ذويهم كأنه البطل المخلص، ثم انتقلوا به إلى حكاية إلقاء القبض على مواطنين اتهمهم بأنهم مروجي المخدرات، لتظهر الحقيقة إن مقره كان معملاً لصناعة حبات الكبتاغون و”مكبس”صناعة الحبوب لايزال شاهداً. وعندما استفحل شر “فلحوط” حاول بعض من يعتقدون أن لا علاقة للسلطة ب “فلحوط” أن يطلبوا مساعدتها فما كانت النتيجة؟!!
بعد يوم من خطف الشاب “جاد حسين الطويل” قال ممثل الشيخ الهجري في مضافة شهبا أمام الشهود “وكله موثق” بأن “الهجري” تواصل مع مدير مكتب الأسد وطلب منه التدخل قبل فوات الأوان، وإلا السويداء ذاهبة للاقتتال، أغلق الاتصال ولم يجب المكتب ولا رئيسه..
بعد يومين استدعى اللواء “كفاح الملحم” وفداُ من أهالي مدينة شهبا إلى دمشق (وكان #الراصد كتب حينها أن وفدا ذهب إلى دمشق) ليخبرهم إن “فلحوط” يلقي القبض على متورطين، وأن هذا عمل الدولة ولا يجب التدخل به…
بعد عودتهم اتصلت زوجة عصام زهر الدين بالعميد “ماهر الأسد” (موثق أيضا) وطلبت منه التدخل قبل فوات الأوان، فوعدها بالحل واختفى…
ثم جاء الأمر بعد كل هذا ل “راجي” بالتصعيد فبدلاً من أن يحرر “جاد” عزز من حواجزه واختطف “جمال”
ثم بعد كل هذا يسأل الناس لماذا لا يريد أبناء السويداء من الدولة أن تتدخل، فيكون الجواب لأن تدخلها تمثل ب”راجي فلحوط” وليس بالقضاء عليه، فها هي الأمثلة تدل على طلبات عدة بالتدخل، ولكن لم يتم التدخل بل دفعت الناس للاقتتال في حين كانت سانا تغطي أخبار “تطورات الحرب الروسية الأوكرانية” والتلفزيون الرسمي يناقش دور الطب البديل في حياة الناس، ومسؤولي المحافظة يفتتحون معارض الرسم، وأصحاب السيادة والفخامة والمعالي يقهقهون على نزيف دم الأبناء….
ثم ظهرت السلطة، كيف؟!
ظهرت السلطة من خلال جيش من باثي الإشاعات، الاختراقات اليومية، التأثير على الأحداث والنتيجة، كان من المتوقع أن تستمر هبة الناس وانتفاضتهم ضد العصابات، فيصبح السؤال من الهدف القادم بعد فلحوط، فبدأت تتوالد الأسئلة، أين فلحوط، ثم من قام بتهريبه، ثم من قتل الأسرى..حتى دخل الشارع في جدال لا نهائي، وانحرف عن السؤال الأهم ماذا عن باقي أفراد العصابة؟ ماذا عن مشغلي “فلحوط”؟
ولأن عادة الاستبداد أن يحمي نفسه بتفكيك الآخرين، “فرق تسد” يصبح السؤال هل نقع بالفخ للمرة الألف أم ننتبه فنرمي الأسئلة التي ستبقى تحاصرنا ككابوس ونستمر في انتفاضتنا، وتؤجل الأسئلة إلى الوقت الذي سيكون مناسباً؟؟