في “القريا” المسابح تنعم بالمياه، وأهالي البلدة ينعمون بالمهرجانات الخطابية!!
للمرة الرابعة على التوالي، وبفترات زمنية قصيرة، يتعرض بئر الموارد المائية غير المستثمر في بلدة القريا جنوب غرب السويداء إلى السرقة، فيما بقيت آبار البلدة كلها خارج الخدمة وسط حالة من الغضب الشديد لدى الأهالي الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة العوز وسندان الاحتفالات، فيما كانت مسابح البلدة تغص بالمياه.مصدر خاص قال للراصد إن بئر الموارد المائية غربي القريا توقف أمس الثلاثاء نتيجة لسرقة خطوط التوتر المتوسط، مما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن الحي الغربي. وأضاف المصدر إن عمال الكهرباء اكتشفوا إقدام مجهولين ليلاُ على قطع وسرقة الأكبال الكهربائية المركبة على تسع أعمدة معدنية بطول ٩٠٠ متر، علماً أن هذه الاكبال من الألمنيوم ولا قيمة مادية كبيرة لها، ما يؤكد فرضية التخريب فقط. في حين افترض آخرون أنها قد تكون رد فعل على مشكلة المياه الكبيرة في البلدة، بينما هناك بئر جاهز للاستثمار ولا تقوم الموارد المائية بفعل شيء.أحد المواطنين قال في رسالة إلى #الراصد إنه من العجائب السورية أن تجد في مكان واحد غالبية المنازل السكنية بلا مياه، وبجوارها مسابح مليئة بالسياح، وعلى بعد مئات الأمتار احتفالات ضخمة لتكريم المجاهدين والشهداء، بحضور أمين فرع حزب البعث ابن البلدة الذي لم تنقطع عن بيته وبستانه المياه دقيقة واحدة. تحتوي البلدة على سبعة آبار جلها معطل أو مسروق، وقامت مؤسسة مياه الشرب بإصدار قرار يقضي بجر المياه للبلدة من بئر قرية حوط وتخصيص ساعتا ضخ لكل حارة من البلدة بفاصل زمني بمعدل شهرين لكل دورة للبيت الواحد، بحجة تعذر العلاج السريع لمضخات الآبار العاطلة.فيما أشار مواطنون من البلدة في حديث للراصد أنه من المفارقات العجيبة تعطل مضخات الآبار وانقطاع المياه عن المواطنين تزامن في اليوم ذاته مع بداية التحضير لموسم السباحة، حيث أن مسابح البلدة بدأت باستجرار المياه بمعدل ألفي برميل للحوض الواحد، في الوقت الذي قد لايوجد في غالبية خزانات البلدة برميل واحد.وفي الوقت ذاته توقف الصهريج التابع لمجلس بلدة القريا عن نقل المياه للمواطنين كحل إغاثي، ما يضع المواطنين أمام خيار واحد وهو شراء المياه على حسابهم، في حين بلغ ثمن الصهريج الواحد من المياه يعادل نصف راتب موظف.أحد المواطنين من البلدة علق على أحد المنشورات الساخرة التي نشرتها إحدى صفحات البلدة قائلا: (نيال اللي معو مصاري بيقدر يشتري مي، واللي عندو واسطة بتجبلو البلدية مياتو مش متلنا عم نشحذ مياتنا شحاذة من عند جيرانا).فيما علق آخر: وكأن مؤسسة المياه في القريا تقول (امّا تتركونا نسرح ونمرح بالصهاريج على كيفنا ..أو نعاقبكم ونحرمكم منها .. مشان ما عاد حدا يسترجي يجيب سيرة الصهاريج.. يعني بالعربي تكسير راس).وكانت المؤسسة العامة لمياه الشرب أصدرت قبل أيام قراراً بإعفاء مدير مصلحة المياه في البلدة من منصبه، ليأتي قرار ملحق بترقيته مديراً لمديرية الوحدات الاقتصادية.وتبقى أزمة المياه في المحافظة هي عنوان المرحلة الأبرز، وخصوصا بعد أن بدأت بعض البلدات والقرى بأخذ المبادرة وحل مشكلتها المائية بالنيابة عن الحكومة من جيوبهم الخاصة، فهل فتحت تلك المبادرات باباً للمؤسسة للتهرب من مسؤوليتها اتجاههم؟.