
السويداء – الراصد
يواجه مشفى السويداء الوطني، أحد أهم المرافق الطبية في المحافظة، أزمة خانقة تهدد استمرارية خدماته التشخيصية، نتيجة مشكلات تقنية ومالية متفاقمة في قسم الأشعة، وسط ضعف استجابة حكومية وتراجع حاد في الموارد.
خطر التوقف الكلي أو الجزئي
وفق معلومات حصلت عليها الراصد، عُقد اجتماع بتاريخ 15 حزيران 2025 ضم مدير المشفى وعدداً من رؤساء الأقسام، ناقشوا فيه إمكانية توقف جزئي أو كلي لقسم الأشعة خلال فترة قصيرة، إذا لم يتم التدخل العاجل.
أجهزة معطلة وأداء متردٍّ
مصادر مطلعة كشفت أن جهاز التصوير الشعاعي التقليدي (X-ray) يعاني من أعطال متكررة، إضافة إلى تعطل شبه كلي في معالج الصور المعتمد، مما أدى إلى اختناقات تشغيلية كبيرة.
“العطل مستمر منذ أكثر من ستة أشهر، والمرضى غير القادرين على مراجعة المراكز الخاصة هم الأكثر تضرراً.”
الحكومة المؤقتة تتنصل؟
تشير المعلومات إلى أن الحكومة المؤقتة أوصت إدارة المشفى بالتوجه نحو المنظمات غير الحكومية، بعد رفع تقارير رسمية، في خطوة تُفسر كـ “تنصل من مسؤوليات الدولة” تجاه المرافق الصحية.
مقترحات إسعافية بانتظار القرار المركزي
الاجتماع خرج بعدة مقترحات إسعافية:
توريد جهاز جديد لتحليل الصور الشعاعية (SCR).
تأمين قطع غيار عاجلة للأجهزة المتعطلة.
إعداد خطة تجديد شاملة مستقبلية.
لكن جميع هذه المقترحات ما تزال معلّقة بانتظار قرار مركزي لم يصدر بعد.
مهددات إضافية: MRI وجهاز الحصى
الرنين المغناطيسي على وشك التوقف
جهاز الرنين المغناطيسي (MRI)يواجه خطر التوقف بسبب انخفاض نسبة الهليوم إلى 46%. وعند وصولها إلى 40%، سيتوقف الجهاز تلقائيًا. كما يعاني القسم من نقص جهاز تخدير مخصص لهذا النوع من الفحوصات.
المقترحات شملت توريد الهليوم، وتزويد القسم بجهاز تخدير، وتحسين نظام الحجز.
جهاز تفتيت الحصى يعمل جزئياً
رغم عمله بكفاءة مقبولة في تفتيت الحصى الكلوية، يعاني الجهاز من ضعف في تفتيت الحصى في الحالب، بسبب نقص مادة الطلقات الخاصة، التي تبلغ كلفتها حوالي 20 ألف دولار.
المطالبات بتأمين جهاز إضافي لم تلقَ أي استجابة من وزارة الصحة حتى الآن.
معدات أخرى على حافة الانهيار
جهاز الإيكو (Ultrasound): يعمل بشكل مستقر دون أعطال تُذكر.
جهاز التصوير الماموغرافي: يعاني من مشكلة في قارئ الصور ويحتاج إلى استبدال بقارئ جديد (SR).
أجهزة غسيل الكلى: تجاوزت عمرها التشغيلي، حيث سجل بعضها أكثر من 46,000 ساعة تشغيل، بينما عمرها الافتراضي لا يتجاوز 10,000 ساعة. تم اقتراح استبدالها تدريجياً وتوسيع القسم.
أثر مباشر على المرضى
بدأت آثار الأزمة بالظهور جلياً على المرضى، حيث سُجل تأخير كبير في إجراء الفحوصات، خاصة للحالات الطارئة. ومع ارتفاع كلفة العلاج في القطاع الخاص، يجد الكثير من المرضى أنفسهم دون أي بديل حقيقي.
نقص الكوادر يزيد الطين بلّة
يعاني المشفى من نقص حاد في الكوادر الطبية المتخصصة، مما يزيد الضغط على الفرق المتوفرة ويقلل من فعالية الخدمات المقدمة. وتُطرح تساؤلات جدية حول قدرة النظام الصحي المحلي على الصمود.
دعوة عاجلة للتحرك
الاجتماع الأخير حمّل وزارة الصحة مسؤولية مباشرة، داعياً إلى:
– تأمين قطع الغيار والمستلزمات الطبية.
– تحديث الأجهزة المتعطلة.
– توفير الكوادر البشرية المطلوبة.
“الوقت لم يعد يسمح
بمزيد من التأخير، وأي تأجيل إضافي قد يودي بالمرفق إلى حافة الشلل الكامل”