ما سر انقطاع الاتصال مع “راجي فلحوط” منذ أسابيع؟!
قالت مصادر خاصة للراصد إن راجي فلحوط قائد فصيل “قوات الفجر” التابع للمخابرات العسكرية والذي انحل إثر انتفاضة شعبية عام 2022، قد انقطع الاتصال معه منذ عدة أسابيع، ورجحت المصادر تصفيته بعد ما قالت إنه “رفض تنفيذ مهمات أوكلت إليه في إطار خطة مرسومة له تشمل عودته إلى السويداء”. المصادر تركت الباب مفتوحاً لفكرة مفادها أن سرية عمل “فلحوط” ازدادت وهذا ما جعل الاتصال ينقطع.
المصادر قالت إن فلحوط الذي اختفى وهرب من بلدة عتيل في 28 تموز 2022 بعد الانتفاضة الشعبية التي قامت ضده؛ لم ينقطع عن الاتصال مع السويداء، وحاول بكل السبل الممكنة فتح صفحة جديدة تمكنه من العودة من جديد. لكنه اصطدم بعدة حواجز من الطرفين كان أهمها الطلب منه العودة إلى السويداء بقوة جديدة بعد خضوعه لدورات عسكرية ومخابراتية مكثفة داخل سورية وخارجها “وهذا ما كان يرفضه”.
ومن الطرف المقابل عدم حصوله على أي بارقة أمل للمسامحة مع أهالي المحافظة.
مصادر خاصة أكدت للراصد إن راجي كان على تواصل دائم مع عدد محدود من معارفه في الداخل، ولم تنقطع أخباره نهائياً خلال السنتين الماضيتين، لكنه بشكل مفاجئ انقطع التواصل معه خلال أكثر من شهرين. وأشارت إلى أن دوره قد يكون انتهى فعلياً، و”لا حاجة له بعد رفضه لأوامر عليا بتنفيذ مخطط ما يتعلق بالسويداء”
“حسب المصادر”.
أين اختفى راجي، ومن قام بتهريبه؟
تؤكد المصادر المتقاطعة أن فلحوط الذي وضع على اللائحة الأمريكية للمطلوبين قد تم تهريبه إلى سلطنة عمان، وأسس هنالك لعمل خاص (تجارة سيارات)، وفجأة تم طلبه للعودة إلى سورية، وهنا كان له مخطط آخر، حيث تم إيفاده إلى روسيا للقيام بتدريبات عسكرية واستخباراتية خاصة (على أعلى مستوى) كما قالت المصادر، ويبدو أن كل ذلك مرتبط بملف السويداء الأمني.
وترجح المصادر أن فلحوط حاول بكل الطرق المتاحة أمامه المماطلة في تنفيذ الأوامر التي أعطيت له، طالباً أن يعطى وقتاً ليعيش من جديد كأي مواطن عادي، ويلتحق بعائلته، لكن على ما يبدو أن رفضه للأوامر قد أنهى كل حاجة له.
لا معلومات دقيقة عن كيفية هروب راجي من منزله المحصن في بلدة عتيل، وعلى ما يبدو إن هذا اللغز سوف يبقى معلقاً، على الرغم من إن هناك من يؤكد تهريبه إلى ريف درعا الشرقي قبل الهجوم على مقره في عتيل، ومن هناك إلى دمشق.
تفاصيل كثيرة ما زالت مخفية عن حياة راجي فلحوط الذي حكم السويداء بقبضة من حديد لأشهر عديدة، متسلحاً بقوة أمنية وعسكرية، وبات مع الوقت المتحكم حتى بالمؤسسات القضائية والشرطية، ووصل به الأمر لاحتجاز مسؤولين كبار في مقره. كما قام بإلقاء القبض على عشرات المتعاطين والمروجين للمخدرات، وتسليمهم للقضاء، في الوقت الذي شهد مقره معملاً لصناعة الكبتاجون، كما أخرج بعلاقاته العديد من الموقوفين، وساهم بحل مشاكل عديدة بكل سهولة في مقره الذي تحول إلى محج.
يقول المقربون منه في لقاءات خاصة مع الراصد إن “راجي كان ضحية لعبة سياسية معقدة، تم اختياره بعناية فائقة، واختيار مساعديه وفصيله، وتم تشبيك العلاقات مع فصائل وشخصيات مؤثرة في المحافظة لاكتمال المشهد. وتؤكد المصادر الخاصة إن الجميع كان ضحية بدون استثناء، وإن راجي كان يحاول بأي طريقة العودة للوراء قبل يوم من انتفاضة أهالي السويداء، لكن القدر كان له مخطط آخر حسب قول هؤلاء المقربين”
وفي هذا السياق علم الراصد من مصادر خاصة أن اثنين من أشد أفراد مجموعة فلحوط خطورة، قد تم استدعاؤهما إلى سوريا مجدداً ويتم التحضير لهما ليلتحقا بفصائل أمنية جديدة في السويداء.