اخبار

كان محمود أكثر من مجرد ضحية!!

كان محمود أكثر من مجرد ضحية

“لقد مات محمود، وكان على الصحفي أن يموت لأنه دعم الاحتجاجات الجديدة ضد النظام”. تستذكر الناشطة ريا سباعي صديقها وزميلها بمناسبة يوم حرية الصحافة.

وتضيف: “نحن نحب الحياة ولا نريد أن نموت، لماذا لا ينظر العالم إلينا إلا كضحايا حروب؟ هل نحن مجرد أرقام؟!.

وتقول “السباعي”؛ إن كلام محمود ما زال يتردد في ذهنها كثيرا، مستذكرة اليوم الذي قاما فيه بالتنقيب في أكوام من الملفات في منزله، وتحدثا عن العديد من الصحفيين السوريين الذين قتلوا أو اختطفوا منذ بدايات الثورة. وكيف وثق “محمود” قصصهم بدقة، عدد الصحفيين الذين اختفوا منذ عام 2011، والذي يعتبر مصير معظمهم مجهولاً حتى الآن.

وتردف “سباعي”؛ في العام الماضي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أكثر من 700 صحفي قتلوا في سوريا، وأن هنالك آخرون لايزالون يتعرضون للتعذيب في السجون، وشكل ذلك هوساً لدى محمود بأن يحيي ذكراهم بالبحث والتحذير.

وتصف، حالة محمود في ذلك اليوم، كيف كان يقابل مشاكسة أطفاله الخمسة بالابتسامة الدافئة والصبر على شغبهم خلال عمله، خلال لقائنا، وإنه قال لها: “يشعر أطفالي عندما يحركني شيء ما فيريدون أن يكونوا معي”.

وعن محمود تقول “السباعي”: “كان صحافياً متحمساً، وكان من أوائل أعضاء التحرير في شبكة درعا 24 المحلية، وكان مهتماً بالقضايا الاجتماعية”.

وتشير إلى أن “الحربي” جاء من درعا، إحدى أكثر المدن التي مزقتها الحرب في سوريا، بعد أن أشعلت نيران الثورة وتحولت إلى نار في الهشيم منذ 13 عامًا. وتستذكر قائلة: “كنا لا نزال أطفالاً في ذلك الوقت، صرخنا معًا في الشوارع، في البداية من النشوة، ثم من الخوف عندما بدأ القتل حيث انتهى الأمر بأحد أخوة محمود في السجن، بينما قُتل الآخر. ومع ذلك، فقد واصل النضال بشجاعة من أجل الحرية والعدالة، فكان سلاحه القلم، وكان مرتبطاً بالأمل”.

وتقول: “قُتل محمود بدم بارد في تشرين الثاني 2023، وجريمته بأنه شارك مثل آخرين كثر في الاحتجاجات السلمية في السويداء، بعدما أزهرت الثورة في المحافظة مجدداً، حيث طالب الناس بالانتقال السلمي للسلطة وفق قرار الأمم المتحدة 2254، وطالبوا بوحدة سوريا وبالإفراج عن المعتقلين السياسيين، بطرق حضارية وإبداعية، في الاحتجاجات الأسبوعية في ساحة الكرامة”.

وتصف “سباعي” كيف كان مفعماً بالأمل عندما جاء للمشاركة في احتجاجات السويداء، وكيف أراد أن يُظهر للعالم أن أهل السويداء ودرعا وعلى الرغم من اختلافاتهم الدينية والعرقية، يقفون جنباً إلى جنب وبأن مصيرهم مشترك.

وتتحدث عن قصة استدعاءه إلى مدينة درعا من قبل قوات الأمن، وكيف أنه رفض الذهاب، وعن التهديدات بالقتل التي تلقاها.

وتوضح الناشطة كيف فشل النظام بمحاولة اغتيال الإعلامي “محمود الحربي” في 15 من أيلول 2023، عندما أطلق مسلحون من ميليشيات تابعة لقوات الأمن يستقلون سيارة سوداء؛ النار عليه وعلى أطفاله وهم يلعبون في فناء منزلهم. ثم كيف استطاعوا في 10 تشرين الثاني 2023 اغتياله بدم بارد بعد أن قطعوا الطريق على سيارة كان يستقلها.

وتتساءل مرة أخرى: “لماذا لا يعتبرنا العالم أكثر من أرقام لضحايا قتلوا في الحرب؟!”، مردفة؛ إن محمود أكثر من مجرد ضحية لم يكن صامتاً ولم يكن سلبياً، لقد كان حراً وشجاعاً، دافع عن الشعب السوري بقلمه حتى النهاية. إنه رمز للنضال من أجل الحرية والعدالة في سوريا، وحتى بعد وفاته.

وتؤكد “سباعي” في رسالة للعالم أجمع : “نحن لسنا أرقام، ولسنا ضحايا حرب، نحن صوت الثورة. وعلى العالم أن يسمعنا”.

منقول بتصرف عن موقع adoptrevolution.org
عن الناشطة الحقوقية: ريا سباعي

Erased #CensorshipAwareness #WorldPressFreedomDay #WPFD #WPFD2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى