حذر الدكتور “عدنان مقلد” رئيس جمعية “أصدقاء مرضى السرطان” عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، من التزايد الكبير بأعداد المصابين بأمراض السرطان، مقدراً العدد الحالي للمصابين بالأمراض السرطانية في المحافظة بحوالي 7500 مريض. ونسبة الزيادة تتراوح بين 600 و700 مصاب سنوياً، وقال إن الجمعية استطاعت أن تقدم خدماتها لحوالي 2350 مريضاً في النصف الأول من العام الحالي وبكلفة تجاوزت 900 مليون ليرة.
الجمعية التي تؤمن العلاج الكيميائي والهرموني والشعاعي والتصوير الشعاعي والتحاليل المخبرية بالإضافة لنقل المرضى لأخذ العلاج في مشافي دمشق تعجز عن تغطية كامل التكاليف خاصة إن عدد المصابين يفوق قدراتها بأضعاف وتكاليف العلاج تتزايد يومأ بعد يوم مع ارتفاع أسعار الجرعات الكيماوية والأدوية العلاجية مما يضطرها لدفع نصف أو جزء من التكاليف للعديد من المرضى المراجعين للجمعية.
أحد المرضى قال للراصد؛ إنه منذ عدة سنوات بدأت المشافي المختصة بالعلاج الكيماوي والشعاعي تُقنن على المرضى الأدوية العلاجية والجرعات الكيماوية، وتسعى دائماً إلى تأجيل مواعيد العلاج، مما يضطر المرضى لشرائها على نفقتهم الخاصة وبتكاليف باهظة أحياناً -بحسب نوع ومكان الإصابة.
مضيفاً أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان تحملت معه نصف تكاليف الجرعة والبالغة حوالي 1،5 مليون ليرة، بالإضافة للفحوصات والتحاليل المخبرية المتوفرة لديها، في حين يضطر لدفع تكاليف الصورة الشعاعية “بيتاسكان” 2،5 مليون ليرة كل ثلاثة أشهر في مراكز دمشق المختصة وهذه لا تمنحه كشف حسابي بالتكاليف وَتحرمه بالتالي من مساعدة الجمعية.
وقال مريض آخر؛ إنه تلقى الجلسة الأولى في مشفى المواساة قبل نهاية الشهر السادس، ومنذ ذاك التاريخ ينتظر الموافقة على جلسة ثانية بالرغم من وضعه الصعب نتيجة إصابته في الجهاز التنفسي وعجزه عن شراء الجرعات من الصيدليات نتيجة أسعارها الباهظة التي تصل فيها ثمن الجرعة لأكثر من مليون ليرة.
وكان طبيب أمراض الدم مؤنس أبو منصور قد قدر في حديث سابق لصحيفة الوطن شبه الرسمية 2021 إن العدد التراكمي للمرضى المراجعين لشعبة أمراض الدم والأورام سنوياً بنحو 9 آلاف مريض منهم 3200 مريض أورام و5700 مريض دم.
ولفت أبو منصور حينها إلى أن عدد الإصابات الجديدة سنوياً يبلغ وسطياً بين 300 و400 إصابة على ساحة المحافظة.
وأضاف إن أكثر أنواع الإصابات المنتشرة في المحافظة هي سرطان الثدي يليها الرئة والجهاز الهضمي وهذه بمعظمها يمكن علاجها والوقاية منها بالفحص الدوري والكشف المبكر، قبل الوصول إلى مراحل متقدمة من الإصابة، لكن تراجع القدرة المادية عموماً وتردي الوضع المعيشي والصحي ساهم بازدياد تصاعدي في أعداد المرضى وأدى هذا لعجز في جمعية أصدقاء مرضى السرطان عن مساعدة جميع المرضى أو التكفل بكامل العلاج، خصوصاً بعد الارتفاع الكبير لتكاليف العلاج.
أما القراءات الطبية في المحافظة فتشير إلى تزايد انتشار أمراض الدم والسرطانات يوماً بعد يوم، مع تراجع كبير في الخدمات الطبية وعدد الأطباء المختصين وفقر في الأدوية المجانية يقابل هذا فقر كبير لدى الناس وغلاء فاحش في أسعار الأدوية.
ويبقى أمل المرضى أولاً في المغتربين والميسورين من أبناء المحافظة، وثانياً من (الحسنات) التي يتبرع بها أهالي الراحلين إلى جوار ربهم.