تقارير

“أسامة ياغي” يضع بصمة سورية في الفيزياء النووية!!

الراصد ـ غيداء الصفدي

حقق الباحث أسامة زيد ياغي 29 عاماً، المولود في بلدة عرمان، جنوبي محافظة السويداء، تفوقاً لافتاً في مجال الفيزياء النووية، بعد نيله شهادة الدكتوراه من جامعة باريس-ساكلاي العريقة، وذلك بالشراكة مع مختبر جوليوت كوري، أحد أهم المراكز البحثية في فرنسا وأوروبا.

يقول ياغي في حديث لـلراصد: “إن هذا الإنجاز هو ثمرة سنوات من الجهد الأكاديمي والعمل البحثي الدؤوب في واحد من أصعب تخصصات الفيزياء النظرية”.

ياغي، الذي نشأ في بيئة تربوية حاضنة للعلم والمعرفة، شق طريقه نحو العالمية بخطى ثابتة. فقد حصل على درجة الماجستير في الفيزياء النووية من خلال برنامج “إيراسموس موندوس”، متنقلاً بين جامعات بادوفا (إيطاليا)، إشبيلية (إسبانيا)، وكان (فرنسا). وقد تركزت أبحاثه في الدكتوراه على تطوير نموذج فيزيائي متقدم يُعرف باسم “نموذج الغلاف بدون نواة”، والذي استخدمه لتحليل خصائص الرنين النووي، في محاولة لفهم البنية المعقدة للنوى غير المستقرة، وهي من أبرز التحديات في فيزياء الجسيمات والمادة.

إلى جانب تألقه النظري، يتمتع ياغي بكفاءة عالية في البرمجة والحوسبة العلمية، حيث يتقن عدة لغات برمجية من بينها فورتران، وبايثون، و++C. كما استخدم أدوات متقدمة مثل MPI وOpenMP في تنفيذ محاكاة رقمية عالية الأداء. وقد ساهم في تطوير منظومات برمجية علمية معقدة تجاوزت 100 ألف سطر برمجي. وخلال فترة تدريبه في مختبر LPC بمدينة كان الفرنسية، طور محاكاة “مونت كارلو” لدراسة سلوك النيوترينوهات، وهي جسيمات دون ذرية يصعب تتبعها وتمثل لغزاً علمياً قائماً حتى اليوم.

تميز “ياغي” لم يكن حديث العهد؛ فقد نال عام 2013، الميدالية البرونزية في أولمبياد الفيزياء الدولي، وفي عام 2017 حاز المركز الأول في مسابقة البرمجة بجامعة دمشق، كما اختير لاحقاً صاحب أفضل سجل أكاديمي في برنامج الماجستير لعام 2021.

ويرى “ياغي” أن التفوق ليس محطة تُقاس بلحظة، بل مسيرة ممتدة من الشغف والعمل المتواصل. ويؤكد أن نيله الدكتوراه لم يكن صدفة، بل نتيجة طبيعية لشغفه العميق بالفيزياء، ودعم عائلته التربوية التي شكّلت الحاضنة الأولى لمسيرته العلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى