السويداء تشهد احتفالاً استثنائياً!!
لم يكن يوم السويداء عادياً اليوم، فبعد أن اعتاد المواطنون على أن يكونوا خارج الاحتفال بالمناسبات الوطنية، بل كانوا ينفرون منها لشدة الخطابات التي لطالما جعلت المناسبة ثانياً، لتحتفي أولاً برمز الوطن والقائد المفدى والأب القائد والحزب العظيم….الخ
اليوم كانت المناسبة أولاً ولربما لأول مرة في السويداء منذ عقود، فالشعب هو من وضع الأكاليل على النصب التذكارية، وهو الذي احتفى بالرموز الوطنية التي هبت لأجل استقلال سوريا “كل سوريا”
فمنذ الثامنة صباحاً بدأت أولى مظاهر اليوم عندما حضر ناشطو بلدة المزرعة وقاموا بتمزيق صور الأسد التي وضعت استعداداً لاستقبال وفود رسمية كان مقرر أن تصل للبلدة وقد وثق الراصد هذه اللحظة، وفي الوقت ذاته قطع أبناء الريف الغربي الطريق المؤدية للمزرعة معلنين رفضهم لوصول الوفود الرسمية، بعد نحو ساعة ونص قام مواطنون من بلدة القريا أيضاً بقطع الطريق عند مداخل البلدة وللسبب ذاته، وفي توقيت موازي تحرك شبان من بلدة الكفر الذين كان لهم حصة الأسد من احتفال اليوم، حيث بعد انتشار أخبار قطع الطرقات في المزرعة والقريا يبدو أن الوفود الرسمية قررت أن يقتصر احتفالها على بلدة الكفر، لكن الوفد عاد أدراجه وقد وثقت كاميرا الراصد عودته لمدينة السويداء بعد أن مُنع من الوصول إلى البلدة..
بعد ذلك توافد الجميع إلى بلدة المزرعة، ليعيشوا احتفالاً كرروا كثيراً أنه من أجمل الاحتفالات التي عاشوها..
أحد منظمي الاحتجاجات قال للراصد: لم يكن لدينا مشكلة مع الأشخاص، ولكن أردنا أن نقول لهم لقد ولى الزمن الذي يكون فيه الاحتفال بالاستقلال مناسبة لرفع صور الأسد وتمجيده، من يريد أن يحتفل باستقلال الوطن في بلد تعيش صراع، كان من الحري به أن يصدر تعميماً بعدم رفع الصور، أما مع تعميم برفع صور الأسدين الأب والابن، فإن هذا بدون شك استفزاز كان يقصد به تحدي الشارع، لذلك رفضنا قدومهم”
